ليلة الإثنين قبل الماضية 5/12/2021م خلدت إلى النوم مبكرا بسبب المرض والإرهاق وضعف شبكة الإنترنت والاتصال هنا في كامور حينها لأستيقظ يوم الإثنين على الخبر الذي كاد يعصف بي خبر رحيل أخي وصديقي الشيخ فتحت هاتفي في حدود الساعة السادسة صباحا وبعد دقائق قليلة لاحظت أن عبارة " إنا لله وإنا إليه راجعون" تظهر كآخر رسالة على كل مجموعات الواتساب ومسنجر عندي فوضعت الهاتف وأنا أرتجف... لابد أن شخص ما مهم جدا قد توفي!
من من؟ .. والغريب أنني لاحظت وجود الأمر على كل المجموعات رغم التباين في الطرح والإهتمامات لكل منها.. وضعت الهاتف وتسارعت نبضات قلبي الضعيف أصلا وبعد ما يقارب العشر دقائق أخذت الهاتف ثانية ودخلت على المحتوى الموجود في المجموعات بدأت بمجموعة النضال التي تضم بعض الرفاق من شباب هيئة الساحل فإذا بالخبر رحيل صديقي وأخي الشيخ الحسن البمباري أمسكت برأسي وصرخت هذا مستحيل وطفقت أدخل المجموعات واحدة تلو الأخرى علي أجد من ينفي هذا الخبر.. دخلت الرابطة الأهلية لتنمية بومديد ثم مجموعة لبعض الأصدقاء ومجموعة للأساتذة ومنصة شباب بومديد على مسنجر ومجموعات أخرى وكانت النتيجة واحدة وأنا أكرر لا لا هذا مستحيل..وفي تلك اللحظات إتصلت بي أختي الكبرى سلمت علي وسألتني أعلمت بالخبر فأجبت نعم لاحظت أنني لست على مايرام بدأت تواسيني وتعزيني وتشجعني على النهوض والتماسك والذهاب إلى المدرسة والقيام بواجبي، بعدها إتصل أحد الأصدقاء وقام بالدور ذاته" عباس أنت تعرف أن الموت ألا هي لخالكه" ..
حاولت التماسك وذهبت إلى المدرسة دخلت وكتبت التاريخ وعنوان الدرس شرعت في توجيه بعض الأسئلة لتلاميذ ثم بدأت في الشرح ولكن كنت أتوقف كل لحظة وأتمتم الشيخ يموت هذا مستحيل فشلت في إكمال الحصة اعتذرت وعدت إلى حيث أقيم ودخلت في موجة من البكاء والتساؤل وبدأت أكيل التهم للمجتمع الذي فرط في الشيخ وأوصله إلى هذا المصير.. اتصل بي أحد الأصدقاء وبدأ يعازي ويواسي واتصل بعده أخي الكبير ولعب ذات الدور هو الآخر.. تفعوني كلهم إلى هدوء نسبي ولكنه كان يوما من الألم وكانت وستظل خسارة الشيخ جرحا لايندمل وخسارة فادحة...
وكنت كل ما أخلو إلى نفسي أبكي وفي اليوم التالي اتصلت ببعض الأصدقاء وكان الكل حزين بطبيعة الحال بدا صديقي العزيز داوود جا باردا وخائبا ومتألما وحق له، وبدا أخي عبد الرحمن محمود حين تواصلت معه يحاول التماسك ولكنه ممزق القلب.