الأربعاء، 29 مارس 2017

الحراك الشبابي في بومديد قراءة في التوجه

منذ العام الماضي و شباب بومديد من الفئات السوداء خاصة يسعى إلى رص صفوفه في توجه عام ذو طابع اجتماعي ثقافي بالدرجة الأولى ,  هذا الحراك بالرغم من قصر عمره الزمني استطاع حشد الكثير من الشباب الذين وجدوا فيه فرصة حقيقية لتغيير واقعهم من خلال إدارة الفعل الجمعي من خلال قنوات شبابية بحتة و من أبناء هذه القرى بشكل خاص .
شكلت الفكرة التي انطلقت من عدة شباب في نواكشوط , سيلا جارفا جمع العديد من الشباب وهذه الفكرة بالرغم من جاذبيتها وقدرتها على جمع الشباب من حولها كانت بالنسبة للكثيرين البديل المناسب للاستغلال السياسي الذي تفرضه الوضعية الحالية حيث تستغل غالبية الأسر كوقود سياسي باسم القبيلة والجهة دون أن ينعكس ذلك على مستواها المعيشي بشكل مباشر و لا على مستوى الخدمات المقدمة من طرف المنتَخَبين الذين لا يعرفون هذه القرى إلا في أيام معدودات هي أيام الحملات و التطبيل السياسي , ثم بعدها ينقطع حبل الود الاجتماعي و القبلي كما انقطعت الوعود بالخدمات التي يقدمها المترشحون للساكنة .
فكرة أعادة ضم الشباب في بلدية بومديد مبنية على تجاذب سياسي كبير ضر اللحمة الاجتماعية  في البلدية في الانتخابات الأخيرة حيث انقسمت القرى على نفسها و خرج بعض الرموز الاجتماعيين على الصف القبلي و ترشحوا من أحزاب معارضة للمرة الأولى هذا الشرخ السياسي انعكس على القرى بشكل مباشر حيث أصبحت في ما يشبه الشتات المجتمعي , و هذه الوضعية هي ما حركت هذه الفكرةيقول احد ابرز رواده (الحافظ ولد انقيميش) و الذي يترأس الائتلاف حاليا يقول [كانت الفكرة ولا زالت هي الحفاظ على مجتمعنا و جمع الناس حول مصالحها لقد مللنا التمثيل السياسي و الكذب و التلاعب و الحذلقة التي يمارسها علينا السياسيون منذ سنوات إذا وصل الأمر إلى أهلنا و أسرنا أصبح من الضروري علينا التحرك].
هذا الأمل الذي يحدو رئيس الائتلاف لا يبد بعيدا عن بقية بعض أفراد الشباب فمحمد ولد مشينو يضيف على تجمع شبابي على فيسبوك تابع لائتلاف شباب بومديد [ إذا كانت المبادرة باسم شباب بومديد (آدوابة)  فهذا يستدعي إجماع قروي و أما إذا كانت لجمع فتات الشباب الذي تناثرت أشلاؤه ليس ثمة داعي لتغيير مكتبه فأصحاب المبادرة (...)  يستحقون الدعم من كل القرى حتى تنجح المبادرة ].
يبد أن خلل التواصل بشكل كافي أحد المشكل التي تعاني المبادرة الوليدة و لكن بعض الشباب يرى العكس و أنها بدأت تؤتي أكلها ولكن المشكلة في موقف الجماعات القروية و القبلية مجموعة قررت تجاهلها بشكل تام فيما قررت الجهة الأخرى التعامل مع الموقف, وعند سؤال محفوظ ولد ابيبو (نائب رئيس الائتلاف ) عن ما الذي يعنيه بهذا التصريح قال [ إن جماعة القظف خاصة تعاملت بكل جدية مع هذه المبادرة في شباب بومديد و خاصة فئة الحراطين حيث قامت بالكثير من الإجراءات العملية لتفادي ما قد يمثل الثورة داخل صفوف بعض القرى و الشباب المعروفين للجميع لأهل بومديد حيث تحركت في الفترة الأخيرة عملية توظيف لا باس بها وعملية بعض المشاريع منها المياه , و لكن الجهة المقابلة سياسيا تتجاهل المبادرة بشكل تام و تتعامل معها على أساس أنها غير موجودة  و لكن يجب أن نعترف أن المشاريع الأخيرة كانت بإيعاز من جهات سياسية و قبلية بعد التحرك الجاد منا كشباب وذلك في المصالحة في بعض القرى اكبر دليل].
تبد المبادرة على كبر أحلامها تواجه الكثير من المشاكل المادية و التنظيمية و مع ذلك نجح أصحابها في الاستمرار في زيادة و توسيع قاعدتهم الشعبية بشكل كل ملحوظ كما يخططون الآن لمشروع ثقافي رياضي كبير في البلدية و هو ما سيكون له كبير في المرحلة القادمة على المستوى السياسي و الشعبي للمبادرة التي تبد متسقة جدا و مترابطة درجة أن بعض أعضائها رفضوا بشكل تام تغيير المكتب و تأجيله إلى فرصة أخرى و ذلك من اجل تكثير العمل و تركيز الجهود على العمل الثقافي و الرياضي و الاجتماعي للمبادرة .
و في ختام هذا الملف من الضروري حسب بعض أعضاء المبادرة عدم الاستهانة بهذا الجهد و يقول [لقد شاركت في عديد المبادرات ولكنها المرة الأولى التي أرى فيها الشباب مستعد للتضحية بماله و وقته من اجل مشروع معين و اعتقد بناء  على ذلك أن هذه المبادرة لديها مستقبل كبير].

أعداد فريق مرآة بومديد (نواكشوط )

تدقيق : لقمان ولد عبد الرحمن 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More