الثلاثاء، 2 أغسطس 2016

بومديد …مدينة تنام على التاريخ وتصحو على المستقبل




المدخل الرئيسي للمدينة يحفل بالكثير من الملامح التاريخية التي تجعلك تقف حائرا فاغرا فاك أمام مناظر تعجز كاميراتك عن توثيق ملامحها….عن كتابة صور ولو بالمقلوب عن تلك المشاهد التي تمزج التاريخ العريق بالجغرافيا المؤثثة بالمتعة والمؤانسة …ففي كل شبر من المدينة
تستنشق عبق التاريخ تبهرك المناظر الجميلة للمعالم الأثرية والشوارع التي ما تزال صاخبة تتلى علي جنباتها أي الذكر الحكيم وعنعنة الحديث ونوازل الفقه …إنها ارض العلم والكرم والنشاط والأمل رغم بعد المنطقة وافتقارها إلي الكثير من متطلبات الحياة المعاصرة…
الموقع الجغرافي
مدينة بومديد تقع في أقصى الشمال بالولاية لعصابة على بعد نحو100  كيلو متر من عاصمة العصابة مدينة كفه تحدها من الشرق مقاطعة تامشكط ومن الشمال الشرقي تيشيت ومدينة تجكجة من الشمال ومن الغرب المجرية ومقاطعة كرو ومدينة كيفه جنوبا.
ثلاث بلديات مترامية الاطراف تشكل جغرافية هذه المقاطعة الكبيرة التى ولدت في عام 1986وهي بلديات بومديد ووأحسي الطين و لفطح وهي كلها مناطق زراعية بدرجة كبيرة وسياحية إن أحسن استخدامها لذالك
ما يلفت الانتباه في مدينة بومديد منذ الوهلة الأولى هي المساحات الخالية الكبيرة التي تتخلل المدينة، وهي تنتظر العودة الطوعية لسكان المدينة الذين نزحوا إليها في وقت سابق، وغادروها إلي المدن الكبيرة كما ينتظر بعضها الآخر الاستصلاح.
الزراعة والتنمية الحيوانية ابرز الأنشطة التي يمارسها السكان هناك إضافة إلي التجارة التي تنشط بهذه المنطقة
المدينة كنظيراتها في مختلف مناطق موريتانيا , العزلة أرهقت السكان وحالت دون مسايرة المدينة لقوافل التنمية وتطورها ونموها اقتصاديا وعلى صعد مختلفة لكن أحلاما وردية ما تزال تراود السكان …يتطلعون إلي تجسيد بعضها خاصة ما يتعلق بالمياه والصحة والتعليم   ….هنا لا توجد دار للشباب رغم انه يشكل نسبة معتبرة من إجمالي سكان المقاطعة وهنا , بلدية بدون مقر, بلدية  غائبة لا دور لها في التنمية  المحلية وهنا نقص حاد في البني التحتية التعليمية  وهنا وهنا…….
بومديد اليوم هي مدينة تبني نفسها بنفسها، بعد أن قاومت وصمدت للبقاء، وهي ملاحظة تشاهدها في عيون أهليها وهم يخرجون منذ الصباح الباكر لتأدية أشغالهم وأعمالهم بكل نشاط، وتلحظ فيها كذلك الرغبة في التطور والمضي للأمام، لكن تبقى العقبة الرئيسية هي الإمكانيات التي تحتاجها في سبيل ذلك ومدى التجاهل الذي تعانيه وتلاعب وجهائها ومنتخبيها ولعبهم بالساكنة المسالمة و المقلوبة على امرها.







بتصرف 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More